كيف يمكن للافكار ان تكون عالم خطر
وصف المقال :
الوسم :كيف يمكن للافكاران تكون عالم خطر
السلام وعليكم ورحمة الله ن اليوم اعزائي متابعي مدونتنا نعرض موضوع عالم الافكار وعالم الاشياء (المادة)، هو موضوع اظن انه لن يفهمه الا من له سعة وادراك حقيقي وعميق لما حوله، خلاصته هو السؤال التالي ،هل الافكار تدوم واقوى ام الاشياء المادية ؟ الاجابة في الفقرات التالية و بالامثلة، تابعوا معنا .
اقرأ ايضا: الحقيقة التي يخفونها عن الكشوفات الجغرافية
الناظر في حياه الشعوب يمكنه ان يميز بين عالمين عالم الافكار وعالم الاشياء وايهما اسبق من الاخر تلك قضية لم تحسم بعد فالمثاليون يرون ان الاسبقية للافكار والماديون يرون ان الاسبقية للاشياء حتى قالوا بقدم المادة وانها لا تستحدث ولا تفنى كما رفعوا شعار لا وجود لسيول مادة فاذا قيل لهم ما قولكم في الطاقة اجابوا انها وليدة المادة
الجزائريون حافظوا على هويتهم العربية الاسلامية من الاستعمار |
فاذا ساءلناهم هل فتشتم الكون كله فلم تجدوا فيه شيئا سوى المادة قالوا هذا ما وجدنا قلنا اذا عدلوا في الشعار ليكون معقول فقولوا مثلا نعرف موجودا والمادة أو لا نعرف نعلم موجودا في المادة
بعد هذا النقاش الخفيف الى المجتمعات ومراقبته ، ما عندها من الافكار والاشياء لنرى ان المجتمعات المتقدمة تملك الكثير من الافكار والمزيد من الحاجيات اما المجتمعات المتخلفة فعلى العكس من ذلك فهي تملك القليل النادر من الافكار وقد تملك المزيد من الحاجيات او لا تملك.
ان غنى المجتمع لا يقاس بما يملك من الحاجيات بل بما عنده من الافكار فهي الاشد خطرا لانها اساس ثقافة المجتمع لذا فان تخلخلها او اضطرابها او تناقضها او انحرافها قد يسقط المجتمع كليا ، ولكن تلف الاشياء الموجودة في مجتمع ما لا يؤدي لمثل هذه الكارثة
لعل اقرب الامثلة على ذلك ما حدث لليابان والمانيا خلال الحرب العالمية الثانية فقط خرجت الدولتان مهزومتان كابشع ما تكون الهزيمة وفقدت كل منهما الملايين من خيرة شبابها كما دمرت مدنها تدميرا يكاد يكون كاملا وفكك كثير المصانع ونهبت حتى المعلومات والابحاث وسرقت ومع ذلك حدث شيء يثير الدهشة حقا فبعد سنوات قليلة صارت اليابان والمانيا اكثر تقدما من تلك الدول التي كانت هي الغابة.
1-عندما استعمل المسلمون الافكار :
وفي تاريخنا مرت تجربه ذات دلالة مماثلة فحين هجمت التتار والمغول دمروا ما استطاعوا من الاشياء حتى رموا كتبنا في دجلة وبعض الناس يتشككوا في هذا ولدينا دليل مادي هو كتاب في مكتبة الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد سطر من اخذه تلك الواقعة التاريخية عليه ليكون شاهدا بما جرى عليه امثاله.
المغول تحولوا الى الاسلام |
المهم ان عالم الاشياء تحطم وان هرم من جماجم شعبنا قد صنع ولكن افكارنا قد انتصرت وغيرت كل شيء حتى حولت الغازي الى انسان مسلم فتحول الغالب ربما لاول مرة في التاريخ الى دين مغلوب واعتنقه، تحول ذلك الاعصارالمدمر الى انسان متحضر يبني ويعمر ويدعو الى الله ومن قوة غازية مخربة الى قوة حفظ ورد لاعداء شعبنا وامتنا.
2-اليابان والمانيا مثالين :
واليوم في العالم قوى كبيرة تملك الكثير من الافكار واكثر من ذلك من الادوات المخترعات فهل نستطيع امتنا ان نقف امام قوة كامريكا وروسيا ان نستطيع ان نطلع ان نتقلب على صناعة الياباني او الالماني او الروسي او الامريكان هل نستطيع ان نجاري هذه الامم المتقدمة وعندها ما عندها ونحن لا نزال من دول العالم الثالث المتخلف؟
اليابان قديما وحديثا |
نعم بامكاننا ان نقف امام الراسمالية كفكرة ونناقشها ونبين نقائصها وان نقف امام الماركسية وننقدها ونبين ما لدينا من افكار وبهذه الوسيلة نقف ونحفظ استقلالنا مدركين ان تهديد الجاد اليوم هو للافكار وعندنا منها رصييد
اما الاشياء فلد الكبار الكثير الكثير وليس لدينا الا النزول
3- اليهود يجمعون شملهم :
الناظر في تاريخ اليهود يجدهم قد فقدوا دولتهم حسب زعمهم منذ الاف السنين وتفرقوا في العالم بكل جهاتهم ولم يكن معهم شيء سوى الافكار مع قطع النظر عن صلاحية الافكار ، حافظوا على وجودهم ولم يذوب كما ذهبت امم جاءت بعدها
اقرأ ايضا: كيف انشأت الاسلحة المحرقة
فهم يسعون اليوم لتاسيس دولتهم المزعومة واحياء لغتهم بل يتوسعون يوميا على حساب غيرهم ويستخدمون اكبر الدول الخادم لهم ولاغراضهم، اتراهم فعلوا كل هذا بفضل عالم الاشياء ام بالتمسك بعالم الافكار.
ولقد انتهى العصر الاستعمار الاستيطاني الذي يغتصب الارض وينهب الخيرات باستثناء الكيان الصهيوني محلا مكانه استعمار جديد خبيث يستوطن العقول والقلوب يكون فيه المستعمر راضيا وربما سعيدا لانه يجمعهما مستعملا الفكرة الواحدة او نظام واحد
واخلص الى النتيجة التالية هي ان عالم الافكار خطر والتغيير فيه له اثر وكبير كما يغير دمه اما عالم الاشياء فاقل من ذلك اهمية بكثير وهو كمن يغير ملابسه او داره.
اذا اردت التوسع في الموضوع فعليك تحميل كتاب عالم الافكار وعالم الاشياء لمالك بن نبي : من هنا
التعليقات على الموضوع